وحكي عن الأصمعي أنه قال:(مهاة) وجعله بمنزلة قطاة ونواة وجعلها تاء في الوصل للتأنيث، والمهاة: البلورة.
وأراد أن العيش له ماء وصفاء وحُسن مثل حسن البلورة. ويروى:
وليست دارُنا الدنيا بدارِ
ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
و (لنا) في صلة البيت الذي قبله، كأنه قال ليست دارنا بدار لنا إلا مدة يسيرة. وبُلغتنا - إلى الوقت الذي هو أجلنا - بأيام قصار. يريد: إنا نبلغه في أيام قصار.
[إدخال النون الخفيفة في جواب (مهما)]
قال سيبويه في باب النون الخفيفة والثقيلة، قال الكميت بن معروف:
ولا تكثِروا فيها الضجاجَ فإنه ... محا السيفُ ما قال ابنُ دارةَ أجمعا
فمهما تشأ منه فزارةُ تعْطِكم ... ومهما تشأ منه فزارةُ تمنعا
الشاهد فيه على إدخال النون الخفيفة في (تمنعا).
والضجاج: الجلبة والخصومة. وسبب هذا الشعر أن سالم بن دارة الثعلبي من بني ثعلبة، كان هجا فرارة من أجل شيء كان بينه وبين مرة بن واقع، وذكر في شعره زُميلاً الفزاري وهجا أمه، وهي تعرف بأم دينار فحلف زميل ألاّ يغسل رأسه حتى يقتله، فلقيه في طريق لدينة، فقال لزُميل: ممن؟ قال: رجل من بني