للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[جعل (المقيل) في موضع (القيلولة)]

قال سيبويه: (وقالوا المعصية والمعرفة كقولهم المعجِزة). يريد أن (المَفعِلة) قد جاءت في المصادر. وذكر قبلُ أنه قد يأتي في المصادر من هذا النحو الوجهان، قالوا: مَعذَرَة ومَعذِرَة، ومعتبة ومعتبة. قال: (وربما استغنوا (بمفعِلة) عن غيرها، وذلك قولك: المشِيئة والمحْمِيَة).

يريد أنهم يستعملونها في المصدر والاسم بالكسر، ولم يستعملوا فيها الفتح في المصدر، كأنهم جعلوا الكسر الذي يكون للاسم مستعملاً في المصدر، واستغنوا به عن الفتح. وقال الراعي:

(بُنِيَتْ مرافقهُنّ فوق مَزِلةٍ ... لا يستطيعُ بها القرادُ مَقيلا)

وصف إبلاً بالسِّمَن وملاسة الجلد، وأن مرافقها لم تحُزَّ في جلودها. يقول: موضع المرفق من كل واحد منها ليس به ناكث ولا حاز ولا ضاغط، وجميع هذا مما

يؤثر حدّ مرفقها في جنبها، فإذا أصاب جنبَها شيء من ذلك، اجتمع جلدها وتكسر وتغضّن، فصار فيه موضع للقراد لتكسُّره وتثنّيه.

فإذا املاس لم يستطع القراد أن يثبت عليه، ولا يجد موضعاً يقيل فيه، إنما يجد شيئاً أملس يزلّ عنه.

ومثله لكعب بن زهير:

<<  <  ج: ص:  >  >>