أي اقرب موضع رجوع. والمعنى فيه: إنه خاطب بني ظفر من بني سليم وكانوا قد غزوا هذيلا، يقول: ما لكم لم تقربوا هذا الموضع! أي لو قربتموه لقتلكم. وقد كان ذكر في هذه
القصيدة طائفة من هذيل قتلوا رجلا من بني سليم أمه هذلاية، فلامهم على قتله. وقد يجوز أن يخاطب بذلك القوم الذين قتلوا ابن الهذلية.
[في عمل الصفة المشبهة]
قال سيبويه قال عدي بن زيد:
ليس يُفني عيشَه أحدٌ ... لا يُلاقي فيه إمعْارا
(من حبيبٍ أو أخي ثقةٍ ... أو عدوٍ شاحطٍ دارا)
الشاهد فيه إنه نون (شاحط) ونصب (دارا) وهو شاهد على قولك: مررت برجل حسن وجها. والأصل: أوعدوا شاحط داره: أي بعيدة. والشاحط البعيد، والامعار: الفقر والشدة.
يقول عدي في عتابه للنعمان: أن الناس لابد أن يلاقوا في أعمارهم وأيامهم الشدة والرخاء، ولكل واحد منهم قسط في الخير والشر، أن كان وليا وإن كان عدوا.
[إجراء القول مجرى الظن]
قال سيبويه في باب طننت. قال الكميت:
(أَجُهالاً تقولُ بني لُؤَيٍ ... لَعَمْرُ أبيك أَم مُتَجاهلينا)