فأقبل يزحف على ركبتيه حتى دخل عليها. ومن روى:
فلما دنونُ تسدَّيتُها
أي علوتها وركبتها. وقوله:
فثوبٌ نسيتُ وثوبٌ أَجُرّْ
يريد إنه نسي بعض ثيابه عندها لأنها ذهبت بفؤاده، فلم يدر على أي صورة يخرج من عندها.
[تنازع الفعلين، وإعمال ما يحسن معه المعنى]
قال سيبويه في: باب الفاعلين المفعولين اللذين يفعل كل واحد منهما بفاعله مثل الذي فعل به. فأما قول امرئ القيس:
(فلو أن أَسْعى لأَدنى معيشةٍ ... كفاني - ولم أَطلبْ - قليلٌ من المالِ)
ولكنما أَسعى لمجدٍ مُؤثَّلٍ ... وقد يُدرك المجدَ المؤثَّلَ أَمثالي
فإنما رفع لأنه لم يجعل القليل مطلوبا، وإنما كان المطلوب عنده الملك، وجعل القليل كافيا. ولو لم يرد ذلك ونصب لفسد المعنى.
الشاهد فيه على أعمال الفعل الأول وهو (كفاني)، لأن قوله (قليل) قد ارتفع بـ (كفاني). ولم يجز أن يعمل الفعل الثاني وهو قوله (ولم أطلب) في (قليل)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute