والأجرد فرس، كالتمثال: يريد إنه كصورة مصورة في الحسن معتدل الخلق، فعم: ممتلئ ليس بمتغضن الجلد، والمتل: والكاهل: ما بين كتفيه، والأشق: الطويل، رحيب الجوف: واسعه، وهذا محوود في الخيل، والجرم: الجسد.
[نصب (أي) على الظرفية]
قال سيبويه في المنصوبات: قال حريث بن جبلة العذري:
(حتى كأنْ لم يكُنْ إلا تذكرُهُ ... والدهرُ ايتما حالٍ دهاريرُ)
الشاهد فيه إنه نصب (ايتما حال) على الظرف و (دهارير) مبتدأ، و (أيتما حال)
خبره و (يكن) في البيت هي من (كان التامة) كأنه قال: حتى كان الإنسان لم يوجد في الدنيا أو لم يحدث إلا تذكره. وفي (يكن) ضمير المرء، وتقدير الكلام: حتى كأن الإنسان لم يوجد إلا ذكره، يريد أن الإنسان قصير العمر، وما مضى من عمره إذا مات كأنه لم يوجد.
ويحكى أن عبيد بن سارية الجرهمي قدم على معاوية - وكان عبيد من المعمرين، قيل إنه عمر ثلاثمائة سنة، وقيل إنه عمر مائتين وعشرين سنة - فسأله معاوية عن أشياء كثيرة حتى قال له: فأخبرني عن أعجب شيء رأيته؟ قال: أعجب شيء رأيته أني نزلت بحي من قضاعة، فخرجوا بجنازة رجل من عذرة يقال له: حريث بن جبلة، فخرجت معهم، حتى إذا وأروه انتبذت