للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نحن، وأراد أن العز حاصل لهم وفيهم؛ منذ الوقت الذي كان تتبع فيه ملكا. والسواري: الأساطين؛ الواحدة سارية، والدعائم: واحدتها دعامة وهو ما يدعم به الشيء أي

يسند. يريد أن بيت العز فيهم ثابت عظيم الشأن؛ مثل البيت الذي فيه سوار عوال ودعائم تسنده.

وهذا الشعر في قصيدة يهجو بها بني نهشل ورئيسهم يزيد بن مسعود.

[(من) اسم نكرة بدليل وصفه بنكرة]

قال سيبويه قال الفرزدق:

(إني وإياك إذْ بَلَّغْنَ أرحلَنا ... كم بِواديه بعد المحل ممطورِ)

وفي يمينك سيف الله قد نصرتْ ... على العدو، ورزقٌ غيرُ محظورِ

الشاهد فيه على إنه جعل (من) اسما نكرة موصوفا بـ (ممطور) وليست له صلة و (إياك) ضمير المخاطب وهو يزيد بن عبد الملك، وكان الفرزدق قد مدحه بهذه القصيدة. والنون في (بلغن) ضمير الرواحل.

المعنى: إني إذا سارت الرواحل، وحملت أرحلنا حتى بلغنا إليك، كرجل كان واديه محلا فمطر بعد ذلك، وظهر نباته، وحسنت حاله. يريد أن ما نالوا من خيره بعد الحال التي كانوا فيها؛ كحال من كان محله جدبا غير ممطور، ثم مطر فأخصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>