أن النابغة وأهل بيته من قضاعة ثم من بني عذرة من بني ضنة، فقال النابغة: هؤلاء الذين نسبتني إليهم قوم كرام، ولو كنت منهم لم تكن علي غضاضة، وإنما سعادة الإنسان أن يكون آباؤه كراما، لهم مفاخر وأيام حسنة، ومن أي الكرام كان فقد بلغ
ما يريده.
وحدبت: عطف وتحننت، وبطون ضنة: قبائلها. يقول: عطفت علي ضنة كلها إن كنت فيهم ظالما وأن كنت مظلوما يريد إنه لو كان منهم لنصروه وتحدبوا عليه.
[جواز الابتداء بالنكرة]
قال سيبويه: في باب ما يجري مما كان ظرفا هذا المجرى. قال امرؤ القيس:
فبِتُّ أُكابدُ ليلَ التَّما ... مِ والقلبُ من خَشيةٍ مُقْشَعِرّْ
(فأَقبلتُ وحفاً على الركبتينِ ... فثوبٌ نسيتُ وثوبٌ أَجُرّْ)
يصف حاله مع امرأة التي قد مر ذكرها وهي هر. يريد إنه اجتهد في الوصول، وتسبب في الليل الطويل، وقاسى شدة من خوفه من أهلها. ولهذا قال: