قال بعد قوله: ارتشن، فرشن نبلا. تقديره: اتخذن ريشا فرشن به نبلا.
والمقذذة: السهام التي عليها قذذ. والقذذ: ريش السهم، الواحد قذة، والقداح: السهام التي لم تركب عليها النصال ولم تصلح بعد. يريد أن السهام التي رمين بها وأصلحنها ليست بسهام من خشب؛ إنما هي في أعينهن إذا نظرن بها إلى انسان، وخلل الستور: الفرج التي بينها، والمرضى: العيون التي في طرفها فتور. وجعل ذلك الفتور والضعف الذي في نظرها بمنزلة السقام فيها، وهي صحاح في
انفسها، وإنما يفتر النظر من رطوبة الجسم والنعمة والترف.
ومثله:
أن العيونَ التي في طَرْفِها مرضٌ
[مجيء (من) بمنزلة (إنسان) وليست موصولة]
قال سيبويه: وقال الخليل: أن شئت جعلت (من) بمنزلة إنسان وجعلت (ما) بمنزلة شيء نكرتين، ويصير (منطلق) صفة لـ (من) و (مهين) صفة لـ (ما). وزعم أن هذا البيت عنده مثل ذلك. قال كعب بن مالك: