أهله، ويبين عليهم أثر عدمه. ورضا ونعا. أصلهما رضي ونعي، فقلبت الياء فيهما ألفا،
وهذه لغة طائية.
وسبب هذا الشعر، أن بجير بن زهير بن أبي سلمى كان في غلمة يجتنون من جنى الأرض، ثم انطلق الغلمة وتركوا ابن زهير، فمر به زيد الخيل فأخذه، ودار طيء متاخمة لدور بني عبد الله بن غطفان، فسأل الغلام: من أنت؟ فقال: أنا بجير بن زهير، فحمله على ناقة ثم أرسل به إلى أبيه، فلما أتى الغلام أباه، اخبره أن زيد الخيل أخذه، فحمله، وخلاه.
وكان لكعب بن زهير فرس من كرام الخيل، وكان جسيما، وكان زيد الخيل من أعظم الناس وأجسمهم. كان - زعموا - لا يركب دابة إلا أصابت إبهامه الأرض.
فقال زهير: ما ادري ما أثيب به زيدا إلا فرس كعب، فأرسل به إليه وكعب غائب، فجاء كعب فسأل عن الفرس، فقيل: أرسل به أبوك إلى زيد، فقال كعب لأبيه: كأنك أردت أن تقوي زيدا على عطفان! فقال زهير لابنه: هذه أبلي فخذ ثمن وازدد عليه. فلم يرض كعب، واندفع يحرض بني ملقط الطائيين على زيد الخيل، وكان بينهم قتال.
وقال كعب قصيدة يذكر فيها ما بين بني ملقط وبين زيد الخيل. فأجابه زيد الخيل بأبيات أولها ما تقدم إنشاده.
[إبدال الظاهر من ضمير المتكلم]
قال سيبويه قال عدي بن زيد:
(ذَريني أن أمْرَكِ لنْ يُطاعا ... وما ألْفَيْتِني حِلمي مُضاعا)