للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبارا للجثث لتأويل فيه، وهو إنه يقدر أن الكلام فيه حذف، وأصله: أكل عام أخذ نعم أو تحصيل نعم أو ما أشبه ذلك.

يلحقه قوم: أي يحملون الفحولة على النوق، فإذا حملت أغرتم عليها فأخذتموها وهي حوامل، فنتجتموها: أي ولدت عندكم. ويقال: أنتجت الناقة إذا ولدت عندي.

والنوكى: جمع أنوك وهو الاحمق، الضعيف العمل والتدبير، فما تحمونه: لا تمنعون من أراد الإغارة عليه. هيهات هيهات لما يرجونه: أي رجوا أن يدوم لهم هذا الفعل في الناس، فمنعناهم منه وحمينا ما ينبغي أن نحميه.

وقال زيد الخيل:

(أفي كلَّ عامٍ مأتَمٌ تبعَثونَهُ ... على محِمْر ثَوْبتموهُ وما رُضَى)

تجدونَ خمْشا بعد خمشٍ كأنها ... على فاجع من خير قومِكُمُ نُعَى

الشاهد فيه أن (تبعثونه) وصف لـ (مأتم) والمأتم: الجماعة من النساء. أراد: أفي كل عام اجتماع مأتم. وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. وهو مثل البيت الأول في التقدير.

والمحمر: البرذون. وقيل: هو السكيت الذي لا خير فيه من الخيل. يريد أنهم يجمعون نساء ليبكين على هذا المحمر. ومعنى ثوبتموه: جعلتموه ثوابا على جميل فعل بكم، وما رضي به ثوابا لقته وحقارته.

والخمش: تخديش الوجه. يريد أنهم يخدشون وجوههم على المحمر مرة بعد مرة، كما يفعلون لو فقدوا سيدا من ساداتهم. والفاجع: الهالك الذي يؤذي فقده

<<  <  ج: ص:  >  >>