ولكنه ذكره بلفظ الجمع لأجل الشعر، و (ألبا) مصدر (ألب) وأتى مؤكدا.
وقوله: فترب لأفواه الوشاة، يقول: جعل الله الترب والجندل حشو أفواههم عقوبة لهم على كذبهم وسعيهم في الفرقة، والجندل: الحجارة.
[الرفع بإضمار فعل دون الإتباع]
قال سيبويه في المنصوبات:
أسقى الإلهُ عُدُوات الوادي
وجَوْفَه كلَّ مُلِثٍ غادي
كلُّ أجشَّ حالكِ السّوادِ)
الشاهد فيه على إنه رفع (كل أحبش) ولم يجره على (كل ملث) وصفا ولا بدلا، ورفعه بإضمار فعل دل عليه ما قبله، كأنه لما دعا لهذا الوادي بالسقيا فقال:(أسقى الإله عدوات الوادي وجوفه كل ملث) دل الكلام على إنه بمعنى: سقى الوادي كل ملث، ولما كان المعنيان متقاربين رفع (كل أجش) بإضمار: سقاها كل أحبش. والعدوات: جمع عدوة وهي ناحية الوادي وجانبه، ويقال فيها: عدوة وعدوة، وجوف الوادي أسفله، والملث: السحاب الدائم المطر. أراد: أسقى الإله عدوات الوادي مطر سحاب ملث. والغادي الذي يبدأ مطره من أول النهار، والأجش من السحاب: الذي فيه رعد، والحبشة: صوت فيه غلظ، والحالك: الشديد السواد.