للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إني لأمنحُكَ الصدودَ وإنني ... قسماً إليكَ مع الصدودِ لأميلُ)

الشاهد فيه إنه جعل (قسما) تأكيدا لقوله: وإنني لأميل، لأن قوله: إنني إليك لأميل، جواب قسم، فجعل (قسما) توكيدا لكلام هو (أقسم)، والقسم الذي هذا جوابه محذوف، كأنه قال: أصبحت أمنحك الصدود، ووالله إني إليك لأميل. وهم يحذفون اليمين وهم يريدونها ويبقون جوابها، ومثله: لتقومن، ومثله:

لَتَقرَبنَّ قَرَباً جُلْذِيا

هو جواب قسم محذوف. وقوله: أصبحت أمنحك الصدود؛ يريد إنه يظهر هجر هذا البيت ومن فيه وهو محب لهم خوفا من أعدائه. وأتعزل: عنه، وبه الفؤاد موكل: يريد بمحبته الفؤاد موكل. والمعنى واضح.

[اسم (كان) وخبرها معرفتان]

قال سيبويه في باب: كان. قال مغلس بن لقيط الاسدي:

(وقد عَلِمَ الأعداءُ ما كان داَءها ... بثَهْلانَ إلا الخِزْيُ ممن يقودها)

الشاهد فيه إنه نصب (داءها) وجعله خبر كان، ورفع (الخزي) وجعله الاسم وهما معرفتان، يصلح كل واحد أن يكون اسما وأن يكون خبرا. وثهلان: جبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>