للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما بعد. واحتج لقوة العطف على ما عملت فيه بأنه أقرب إلى المعطوف ثم قال: ومما جاء في الشعر من الإجراء على الموضع قول عقيبة الأسدي:

(معاويَ إنّنا بشرٌ فأَشجحْ ... فلسنا بالجبالِ ولا الحديدا)

الشاهد فيه إنه نصب (الحديد) وعطفه على موضع الباء.

ومعنى قوله أسجح: سهل علينا حتى نصبر، فلسنا بجبال ولا حديد فنصبر على ما تفعله بنا. وبلغني عن بعض من تأدب بالنظر في أبيات من الشعر - ودخل على بعض السلاطين الذين لا يميزون من دخل إليهم إلا بحسن الزي والهيئة - إنه أنكر استشهاد سيبويه بهذا البيت وقال: البيت مجرور، ومعه أبيات مجرورة.

ولم يعلم أن هذا البيت يروى نصبا مع أبيات منصوبة، ويروى جرا مع أبيات مجرورة. فمن رواه بالنصب روى معه:

أقيموها بني حربٍ إليكمْ ... ولا ترموا بها الغرضَ البعيدا

ومن رواه بالجر روى معه:

أكلُتم أرضَنا فجردتموها ... فهلْ من قائمٍ أو من حصيدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>