(بَيْناهُ في دارِ صِدْقٍ قد أقام بها ... حينا يعللُنا وما نُعللُهُ)
الشاهد فيه إنه حذف الواو من (هو) الذي هو ضمير المذكر في الانفصال، والواو من نفس الضمير. والأصل: بيننا هو في دار صدق.
ودار صدق: هي الدار التي يحمد المقام فيها، ولا يلحق المقيم بها أذى من شيء يكون، ولا عيب يعاب به لجلالتها. والتعليل: أن يتعهدهم بما يحبون في الوقت بعد الوقت، وأنا قوله: ما نعلله، فإنه يحتمل أمرين.
أحدهما أن تكون (ما) حرف نفي، كأنه قال: هو يعللنا لغناه وسعة ماله وجوده، ونحن لا نعلله لأنه لا أموال لنا ولا يمكننا تعليله.
الوجه الآخر أن تكون (ما) بمعنى الذي، وتكون (نعلله) صلة لها، وموضعها من الإعراب نصب وهي معطوفة على الضمير المتصل بـ (يعللنا). والمعنى؛ أن الرجل الممدوح يعللنا ويعلل ما يجب علينا أن نعلله من أهلنا وأموالنا. يعني إنه
يتعهدهم ويتعهد أهلهم وأموالهم وما يحتاجون إليه.
(ولا يَنطِقُ الفحشاَء مَنْ كان منهمُ ... إذا جلسوا منّا ولا مِنْ سِوائِنا)