للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد أن (أحمر) نكرة، ولو لم يكن نكرة لم يوصف بـ (قمد) وقمد نكرة. قال ذو الرمة:

(كأنا على أولادِ أحقَبَ لاحَها ... ورْميُ السَّفا أنفاسها بسِهامِ)

جَنوبٌ ذوَتْ عنها التّناهي وأنزلتْ ... بها يوم ذبابِ السبيبِ صيامِ

الأحقب: الحمار الوحشي الذي بموضع الحقيبة منه بياض. ويقول: كأنا على حمير وحش. شبه رواحلهم في السرعة بالحمر الوحشية. ويروى:

كأنا على أولاد خطباء. . .

والخطباء: الأتان، والخطب: الخضرة التي في متنها، لاحها: غيرها وأضمرها والضمير في (لاحها) يعود إلى أولاد أحقب، و (جنوب) مرفوعة فاعلة (لاحها) والسفا: شوك البهكي. وقوله (أنفاسها) يريد به انوافها وموضع أنفاسها ومناخرها، والسهام: هي شوك البهمى. يريد أن الريح اقتلعت السفا فرمت به أنوف الحمير، وإنما يكون ذلك إذا يبس النبت ولم يكن للحمير رطب ترعاه، فتقبل على رعي اليبيس، فإذا رعت البهمى وهي يابسة؛ حملت الريح سفا البهمى فشكته في أنوف الحمير.

والتناهي: جمع تنهية وهو موضع ينتهي السيل اليه، ويقف فيه مدة من الزمان، فإذا اشتد الحر جفت التناهي. ومعنى ذوت: جفت، وأنزلت بها أي بالحمير، وفي (أنزلت) ضمير يعود إلى (الجنوب)، يريد أن الجنوب أنزلت بالحمير يوما شديدا.

وقيل: أنزلت بها: أي أحلت بها؛ في معنى أحلتها وأنزلتها. جعل اليوم كأنه محل،

<<  <  ج: ص:  >  >>