(الحمل) ولا يجوز أن يقال فيه: هذه شاة مثقلة به ذات حمل. وقد سمع منهم الرفع.
ثن انشد بيت حسان:
(ظننتُمْ بأنْ يَخْفَى الذي قد صنعتُمُ ... وفينا نبي عنده الوحيُ واضِعُهْ)
الشاهد فيه أن (واضعه) وصف لـ (نبي) وهو مضاف إلى ضمير (الوحي)، وقوله (عنده الوحي) وصف لـ (نبي) و (واضعه) وصف آخر ولو قدمه فقال: وفينا نبي واضعه عنده الوحي، لم يجز، ولم يجز. وقد أتى وصفا مرفوعا غير معتبر فيه القلب، فدل هذا على صحة ما ذهب إليه وفساد ما ذهب إليه أصحاب
القلب.
وزعم أبو العباس أن الضمير المضاف إليه (واضع) يعود إلى (الذي) وليس يعود إلى (الوحي)، و (أبو العباس لا يرى أن اعتبار القلب صحيح، وإنما رد الاستشهاد بالبيت لأن عنده؛ أن الضمير لا يجوز أن يعود إلى الوحي) لأن النبي عليه السلام لا يجوز أن يضع الوحي وإنما يضع ما صنع القوم، أي يخبر به وبينه.
والمعنى الذي أنكره على سيبويه قد فعل هو مثله، لأنه إذا جاز أن يقال: وضعت فيكم ما صنع القوم - أي أخبرتكم به - جاز أن يقال: وضمت فيكم الوحي على معنى أخبرتكم، وليس يراد الوضع الذي هو ابتداء عمل الكلام؛ وإنما يريد وضع العلم بذلك الشيء في قلوبهم والإخبار عن صحته.
وسبب ذلك أن طعمة بن ابيرق سرق درعين في عهد رسول الله صلى