للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ زُلول الأقدامُ لم تَزَلْزلِ)

البطل: أصحاب الباطل، يريد أنهم رأوا أنك ثبت على الدين ولم تزُل عنه، وقمت به قياما حسنا. والممدوح في القصيدة يزيد. وفيها في موضع آخر:

فارتاحَ غمّي واستخفَّ كَسَلي

همّي، فما رأيتُ من مُهَلَّلِ

دون يزيدِ الخيرِ وابن الأفضلِ

فهذا الذي رأيته في ديوانه، وليس هذا لحجة سيبويه، لأنه لم ينقل هذه الشواهد من الدواوين إنما سمعها والعرب بعضهم ينشد شعر بعض، فإذا غير هذا عربي يحتج بقوله؛ صار كأنه هو القائل، وليس يجوز أن يفعل مثل هذا رجل عالم، لأن سيبويه قد لقي من قوله حجة، ولم يأخذ من الصحف، فإذا سمع من يجوز أن يكون عنده حجة في كلامه نقل عنه، وإن لم يرد أهلا لذلك تركه،

وقد نكر بعض النحويين إنشاد سيبويه هذا البيت وقال: إنما هو:

إنك يا مُعاويَ ابنُ الأفضلِ

فأثبت الياء في (معاوي) ولم يحذف منه إلا الهاء، وجعل (ابن الأفضل) وصفه. فيقال له: لو جاءت رواية بما ذكرت، لم يمتنع من قبولها. والذي

<<  <  ج: ص:  >  >>