للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخزرج في وقته - كان له حليف يسمى أبجر بن سمير، فجلس أبجر يوما من الأيام مع نفر من الاوس من بني عمرو بن عوف، فذر فضائل مالك بن العجلان، وأكثر، حتى غضب القوم، ووثب عليه سمير بن زيد الاوسي فقتله، وجرت الحروب بينهم، ثم رضوا جميعا عمرو بن امرئ القيس.

فحكم بأن يؤدى في ابجر بن سمير حليف مالك نصف دية الصريح، وكذا كانت السنة فيهم، (فلم يرض مالك بن العجلان. فقال عمرو بن امرئ القيس هذا الشعر يخاطب به مالك بن العجلان، ويعطفه إلى الرضا بما حكم).

فلم يرض مالك، واقتتل القوم. ثم حكموا المنذر بن حرام جد حسان، فحكم بأن يدفع إلى مالك بن العجلان دية الصريح في حليفه، ثم يعود الأمر فيما بعد إلى ما كانوا عليه من أن دية الحليف نصف دية الصريح، فرضي القوم كلهم.

و (بجير) يريد به أبجر، وصغره تصغير الترخيم، و (الحق) منصوب بـ (قفوا)

كما تقول: زيدا فاضربه. وتؤتون فيه الوفاء: تعطون ما يجب لكم من الدية، معترفا فيه: في ابجر، يريد في قتل ابجر، فلا تكفوا: أي لا تأثموا بطلب ما ليس لكم، والوكف: فعل ما يأثم الإنسان فيه، والوكف أيضا: العيب.

قال سيبويه في الترخيم، قال جرير:

(ألا أضحَتْ حبالُكُم رِماما ... وأضْحَتْ منكَ شاسِعةً أماما)

<<  <  ج: ص:  >  >>