ولكِنْ أتينا خِنْدِفِيّا كأنّه ... هلالُ غيومٍ زال عنه سَحائِبُهْ
الشاهد فيه أنه جر (دَيْن) على أنه توهم أن اللام مذكورة في قوله: (أنْ تكونَ حبيبةّ) ومعناه: لأن تكونَ حبيبة، فلما كان المعنى معني اللام، عطف على الكلام الأول كأن اللام مذكورة. وسلمى أحد جبلَيْ طيّئ.
وسبب هذا الشعر أن الفرزدق نزل بامرأة من العرب من طيئ، فقالت له: ألا أدلك على رجل يعطيْ ولا يُليق شيئاً. فقال: بلى. فدلته على المطلب بن عبد الله بن حَنظب المخزومي. وكان مروان بن الحكم خاله، وبعث به مروان على صدقات طيئ، ومروان عامل معاوية يومئذ على المدينة.
فلما أتى الفرزدق المطلبَْ وانتسب له، رحب بهْ وأكرمه، وأعطاه عشرين أو ثلاثين بَكرة، فأعطى الطائية بكرة. وقال هذه القصيدة.