للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يبدو: يظهر. يقول: ليت شعري، هل يرى الناس - من أحوال الدنياْ وتغيرها، وزوال النعم عن الملوك - ما أراه أنا. وأرى: من رؤية القلب.

وقوله: ما أرى من الأمر (ما) بمعنى الذي، والعائد إليه ضمير محذوف هو المفعول الأول، تقديره: ما أراه من الأمر. يريد من أمور الدنياْ وأحوالها. والمفعول الثاني في قوله: (هل يرى الناس) محذوف، كأنه قال: هل يرى الناس من الأمور ما أراه منها؟ فاكتفى بالمفعول الثاني في قوله: (ما أرى من الأَمر) عن ذكر المفعول الثاني في الفعل الأول.

أو يبدو لهم ما بدا ليا: أي يظهر لهم من معرفة الدنيا ما يظهر لي.

وقال مالك بن الريب:

(ألا ليت شِعري هل تغيرتِ الرَّحَى ... رَحَى الحَزْنِ أو أضْحَتْ بْفَلجٍ كما هيا)

الحَزْن: موضع. ويروى: رَحَى المِثْل.

والرَّحَى: موضع عال فيه استدارة، وفَلج: موضع بعينه، والحَزْن: موضع بعينه. والحزن: المكان الغليظ، فأراد الحزن الذي عند فَلج، فلذلك قال: أو أضْحَتْ بْفَلج. وفي (أضْحَتْ) ضمير يعود إلى الرحى.

<<  <  ج: ص:  >  >>