للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشاهد فيه أنه لم يجزم الفعل في جواب (إذا) وهو الوجه الجيد. والجزم بـ (إذا) يجوز في ضرورة الشعر. وفي (تصغي) ضمير يعود إلى الراحلة.

وتصغي: تُميل رأسها كأنها تستمع. يريد أنها مؤدبة ليست بنفور، ولا تضجر إذا شُدّ الرحل عليها. والكور: الرحلْ والجمع أكوار، والغَرز للناقة بمنزلة الركاب للدابة، والجانحة: المائلة. يعني أنها قد مالت إلى ناحية الراكب. وأراد أن راكبها إذا وضع رجله اليسرى في الغرز، وثبتْ من قبل أن يستوي على ظهرها. عنى بذلك أنها نشيطة حديدة الفؤاد.

وقد عيب عليه هذا المعنى. وزعموا أن أعرابياً سمعه ينشد القصيدة، فلما انتهى إلى قوله. (حتى إذا ما استوى في غرزها تثب) قال: سقطْ والله الرجل، وحكَوا أن أبا عمرو بن العلاء قال له: أتُنشدني:

ما بالُ عَينيْكَ منها الماء ينسكبُ. . .

فأنشده حتى انتهى إلى قوله: (حتى إذا ما استوى في غرزها تثب) فقال أبو عمرو: ما قال عمك الراعي الحسن:

وَهْيَ إذا قام في غَرْزها ... كمِثل السفينة أو أوقرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>