فإن تزعمني كنت أجهل فيكم ... فإني شريت الحلم بعدك بالجهل
الشاهد في أعمال (تزعمني) كما أعمل (حسبت وظننت) والضمير المنصوب هو المفعول الأول، والجملة في موضع المفعول الثاني، وهي قوله (كنت أجهل فيكم) وقول سيبويه: ومما جاء في الشعر معملا ليس يريد به أن هذا الإعمال إنما يكون في ضرورة الشعر؛ بل يريد: ومما جاء في الشعر شاهدا على إعمال الفعل الأول قول أبي ذويب.
يقول لهذه المرأة: أن زعمت أني كنت أجهل في اتباعي الهوى والغزل؛ فإني شريت أي اشتريت - بعد الحال التي كنت عرفتها منى - الحلم بالجهل. يريد استبدلت بجهلي حلما.
وقال النابغة الجعدي:
(عددتَ قُشَيرا إذ عددْتَ فلم أسَأْ ... بذاك ولم ازعمك عن ذاك معزلا)
ويروى: عددت قشيرا إذ فخرت.
يخاطب النابغة بذاك سوارا القشيري وكان يهاجيه، يقول: عددت فضائل قشير وأيامها ومكارمها فلم يسؤني