الشاهد فيه على أنه وقف على حذف الواو التي هي ضمير الجماعة. والمعنى واضح. وقال ابن مقبل في هذه القصيدة أيضاً:
(لو ساوفتْنا بسَوْفٍ من تحيتها ... سَوْفَ العَيوفِ لراحَ الرَّكبُ قد قنعْ)
ساوفتنا: من السّوْف الذي هو الشم. يريد: لو دنت منا فشممنا ريحها لقنعنا.
ويروى:
لو ساعفتنا بسوف من تحيتها ... . . .
والعَيوف: الناقة التي تشم الماء ولا تشربه. يريد أنه قد رضي منها بمقدار الشم، وأن تمنعه ما سواه. والركب: أصحاب الإبل. يريد أن الركب الذي هو فيه، كان يروح وينصرف منها وقد قنع منها بهذا القدر.
يريد أنه إذا نال منها هذا القدر رضي أصحابه ومن معه لأجل رضاه، وسُرّوا بأن ينال وحده هذا منها، والشاهد فيه مثل الشاهد في الأول.