للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصف ظعُناً تحملت وسارت، وشبه الهوادج على الإبل بالعَيْدان من النخل، الذي قد طال وفات المتناول، كأنهم - يعني القوم الذين ساروا - للإنسان الذي ينظر إليهم، والمُتير: المُتئر بالهمز وبغير الهمز: هوالذي يديم النظر. يقال: أتأر وأتار.

و (عيدان) مرفوع خبر (كأن) وشطا دجلة: جانباه، و (اليخضور) مجرور، وظاهره أنه نعت لـ (عيدان) و (عيدان) مرفوع، فكان ينبغي أن يقول: (اليخضورُ) بالرفع، ووجه الجر فيه عندي أنه نعت لشيء محذوف، والتقدير فيه أنه أراد: (عيدان نخل شطي دجلة اليخضور) فحذف (النخل) وأقام المضاف إليه

مقامه، ونعَت على لفظ ذلك المحذوف.

فإن قال قائل: فالعَيْدان هو النخل، فكيف أضاف العيدان إلى (نخل)؟ قيل له: ليس كل نخل عيداناً، وإنما العيدان بعضه، فهو في تقدير قائل قال: كأنهم أوساط النخل أو صغار النخل أو ما أشبه ذلك.

وقال العجاج:

كأنّ ريحَ جوفه المَزْبورِ

بالخُشْب تحت الهَدَب اليَخضورِ

مَثواةُ عطارِين بالعُطورِ

وصف كِناس الثور الوحشي. يعني كأن ريح جوف الكِناس،

<<  <  ج: ص:  >  >>