للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغيرُ نُؤيٍ وحجاجَيْ نُؤيَيْنْ ... وغيرُ وَدٍ جاذِلٍ أو وَدَّيْنْ

(وصالياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ)

ذكر ديارا قد ذهب منها أهلها وبقيت آثارهم فيها. والآي جمع آية وهي العلامة. يقول: لم يبق من علامات حلولهم فيها علامة تحلى وتوصف، غير حطام: وهو دق الشجر، يريد به ما بقي على الخيام من الشجر الذي قطعوه وظلوا به. و (رماد) مضاف إلى (كنفين) أي رماد من جانبي الموضع. كذا رأيته، بإضافة (الرماد) إلى (كنفين). ولو روي بالتنوين لم يكن خطأ عندي.

والنؤي: حول البيت، تحفر حفيرة حول البيت، ويؤخذ ترابها فيجعل حاجزا له، فجعل الحاجز حول البيت بمنزلة حجاج العين، وهو العظم المشرف حولها. والجاذل: المنتصب، والصاليات: الاثافي، ويؤثفين: يجعلن في موضع الطبخ. ويقال: صلي بالنار إذا احترق.

والشاهد فيه إنه أدخل الكاف على الكاف، وجعل الثانية في تقدير (مثل)، حتى

صلح أن تدخل عليها الكاف التي هي حرف. ولولا إنه جعل الثانية اسما؛ لما جاز أن يدخل حرف الجر.

وإحدى الكافين زائدة من طريق المعنى، كأنها وردت تكريرا وتوكيدا. والذي يريد: وصاليات كما يؤثفين.

والصاليات: الأثافي صليت بالنار، وهي الحجارة التي توضع عليها القدر. وقوله: كما يؤثفين: يريد أنها كما نصبت وتركت القدر؛ لم يتغير منها شيء، ولم تنح اثفية منها عن موضعها، هي في الموضع الذي كانت فيه حين طبخوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>