للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفسير الفاء التي للعطف:

من شأنها أن يكون المعنى الذي اشترك فيه المعطوف والمعطوف عليه؛ حاصلا للمعطوف بعد حصوله للمعطوف عليه بلا مهلة فصل، ويكون حصوله للثاني عقب حصوله للأول. نحو قولك: زيد آتيك فمحدثك، أي يحصل الحديث من قبله بعد إتيانه بلا فصل.

ولا يجوز أن يكون الحديث الذي أخبرت به عنه حصل قبل الاتيان، ولا في الحال التي حصل فيها الإتيان.

وإذا أردت أن تخبر عن شخص من الأشخاص بخبرين هما حاصلان له في حال واحدة؛ لم يجز أن تعطف أحدهما على الآخر بالفاء، لأنهما حصلا في زمان واحد، والفاء توجب أن زمان أحدهما بعد زمان الآخر، فإن أدخلت الفاء فسد معنى الكلام.

وكذلك الصفة أن جئت بالفاء فيها، أوجبت أن المعنى الذي أوجب الوصف الثاني؛ حصل له بعد حصول الصفة الأولى.

قال أمية بن أبي عائذ:

فأَوْرَدَها مَرصَدا حافظاً ... به ابن الدُّجَى لاطِئاً كالطحالِ

مُفِيداً مُعِيداً لأَكْلِ القَني ... صِ ذا فاقةٍ مًلْحِماً للعِيالِ

وَيأْوي إلى نِسوةٍ عُطَّلٍ ... وشُعْثٍ أضيعَ مثلِ السَّعالي)

<<  <  ج: ص:  >  >>