قال ابن عرفة: بل المراد على العكس؛ لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ).
قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ ... (٦٠)}
قيل لابن عرفة: إن قلت: التوبة تستلزم الإيمان لأنها إما من الكفر أو المعاصي؛ فما أفاد قوله (وَآمَنَ)؟ فالجواب: إما بأنه على التوزيع فمن تاب المراد به المعاصي، ومن آمن أي من الكفر، وإما أن التائب تقبل توبته إذا تاب وتحققت حالته، وإن ازدادت على ما كانت عليه قبل ذلك، فقوله (آمَنَ) إشارة إلى هذا.
قوله تعالى: (وَلَا يُظْلَمُونَ شَيئًا).
الواو إما للحال؛ أي يدخلون الجنة في حال عدم الظلم، ويحتمل أن تكون جملة مستقلة وهو أولى لاقتضائه عدم ظلمهم قبل الدخول وبعده.
قوله تعالى: {الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ ... (٦١)}
لأنهم عبدوا الله استنادا للوعد بها لمن أطاعه وهو أمر فجيب عنهم.
قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا).
يحتمل أن يكون اسم فاعل أو اسم مفعول، إما أنه كان [وعده آتيًا*] أو مأتيا مدركا.
قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا ... (٦٢)}
بهذا مثل
عَلَى لَاحِبٍ لَا يَهْتَدِي بِمَنَارِهِ
أي ليس فيها لغو يسمع، واللغو الساقط من القول.
قوله تعالى: (إِلَّا سَلَامًا).
ذكر أبو حيان فيه ثلاث أوجه:
أحدهما: أنه استثناء متصل؛ لأن السلام في الجنة لغو؛ لأنه لَا فائدة فيه إذ لا خوف فيها فيحتاج إلى التأمين منه.
الثاني: أنه منقطع.
والثالث: أنه مثل:
ولا عيبَ فيهم غيرَ أنَّ سيوفَهم ... بهنَّ فلولٌ من قراعِ الكتائبِ