ينصف ولا يحيف «١» ، أو يبرم فلا ينقض، أو يعافى فلا يمرض، أو يصفو فلا يكدّر، أو يفى فلا يغدر؟ قدّر أن تعذب لى مشاربه، وتلين لى جوانبه، فحكم الدنيا لا تترك حامدا لها إلّا أسكتته، ولا ضاحكا إلّا أبكته، أقوى ما كان بها ثقة، وأشد ما كان لها مقة «٢» ، وأوكد ما كان ركونا إليها، وأعظم ما كان حرصا عليها.
[من لا يوفى النعم حقّها]
وقال بعض الكتّاب يصف رجلا بالذم:
ما ظنّك بمن يعنف بالنعم عنف من ساءته مجاورتها، ويستخفّ بحقها استخفاف من ثقل عليه حملها، ويطّرح الشكر عليها اطراح من لا يعلم أن الشكر يرتبطها.
[[عود إلى غرر المدائح]]
وقال أبو الشيص:
يا من تمنّى على الدنيا مبالغها ... هلا سألت أبا بشر فتعطاها
ما هبّت الريح إلّا هبّ نائله ... ولا ارتقى غاية إلّا تخطّاها