للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعيد مثانى الهمّ يمسى وماله ... سوى الله والعضب السّريجى صاحب «١»

يروم جسيمات العلا فينالها ... فتى في جسيمات المكارم راغب

فإن يمس وحشا بابه فلربما ... تواتر أفواجا إليه المواكب «٢»

يحيّون بسّاما كأنّ جبينه ... هلال بدا وانجاب عنه السحائب

وما غائب من غاب يرجى إيابه ... ولكنه من ضمّن اللّحد غائب

وزعم الصولى أن أباحيّة إنما قالها في محمد بن سليمان بن على بن عبيد الله بن العباس.

وكان أبو حيّة جيد الطبع، مألوف الكلام، رقيق حواشى الشعر.

[[مجنون بنى عامر]]

وسئل الأصمعى عن قيس بن الملوح المجنون، فقال: لم يكن مجنونا، وإنما كانت به لوثة كلوثة أبى حيّة «٣» ، وهو القائل:

رمتنى وستر الله بينى وبينها ... عشية أحجار الكناس رميم

رميم التي قالت لجارات بيتها: ... ضمنت لكم ألّا يزال يهيم

ألا ربّ يوم لو رمتنى رميتها ... ولكنّ عهدى بالنضال قديم

فيا عجبا من قاتل لى أوده ... أشاط دمى شخص علىّ كريم «٤»

يرى الناس أنى قد سلوت، وإننى ... لمدنف أحناء الضلوع سقيم «٥»

وأنشدنى إسحاق بن إبراهيم الموصلى في مثله، ولم يسم قائله:

هل الأدم كالآرام والزّهر كالدمى ... معاودتى أيامهنّ الصوالح «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>