للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هى لك يا أمير المؤمنين، قال: فأى الدولتين أحبّ إليك؛ هذه أم دولة بنى أمية؟

قال: ذلك إليك يا أمير المؤمنين، إن زاد برّك على برّهم كانت دولتك أحبّ إلى.

[[من ترجمة معن بن زائدة، وأخباره]]

ومعن هذا هو معن بن زائدة بن عبد الله [بن زائدة بن مطر بن شريك بن عمرو أخى الحوفزان بن شريك بن عمرو بن قيس] بن شرحبيل بن منبه بن مرة ابن ذهل بن شيبان، وبنو مطر بيت شيبان، وشيبان بيت ربيعة.

وكان معن أجود الناس، وفيه يقول مروان بن أبى حفصة ويعم بنى مطر:

بنو مطر يوم اللقاء كأنهم ... أسود لها فى غيل خفّان أشبل «١»

هم يمنعون الجار حتى كأنما ... لجارهم بين السماكين منزل

ولا يستطيع الفاعلون فعالهم ... وإن أحسنوا فى النائبات وأجملوا

بها ليل فى الإسلام سادوا ولم يكن ... كأوّلهم فى الجاهلية أول

هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا ... جابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا

أخذ البيت الأول ابن الرومى، وزاد فيه، فقال:

تلقاهم ورماح الخطّ بينهم ... كالأسد ألبسها الآجام خفّان

[[الرأى والشجاعة]]

أتى قوم من العرب شيخا لهم قد أربى على الثمانين، وأهدف على التسعين «٢» ، فقالوا: إنّ عدوّنا استاق سرحنا، فأشر علينا بما ندرك به الثّأر، وننفى به العار، فقال: الضعف فسخ همّتى، ونكث إبرام عزيمتى، ولكن شاوروا الشجعان من ذوى العزم، والجبناء من ذوى الحزم؛ فإنّ الجبان لا يألو برأيه ما يقى مهجكم، والشجاع لا يألو برأيه ما يشيد ذكركم، ثم اخلصوا من الرأى بنتيجة تبعد عنكم معرّة نقص الجبان، وتهوّر الشجعان، فإذا نجم الرأى على هذا كان أنفذ على عدوكم من السّهم الصائب، والحسام القاضب.

<<  <  ج: ص:  >  >>