للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبالأمس أرسلنا بذلك خالدا ... إليك، وبينا له الأمر أجمعا

فما جئتنا إلّا على وفق موعد ... على ملأ منّا خرجنا له معا

رأينا خلاء من عيون ومنظرا ... دميث الربى سهل المحلة ممرعا «١»

وقلن: كريم نال وصل كرائم ... فحقّ له في اليوم أن تمتّعا

وقوله: «وجوه زهاها الحسن أن تنقنعا» يقول: هذه الوجوه مدلّة بجمالها فلا تختمر، فتستر شيئا عن الناظرين إليها. وقد أشار إلى هذا المعنى الشماخ بن ضرار «٢» يصف ناقته:

كأنّ ذراعيها ذراع مدلّة ... بعيد الشباب حاولت أن تعذّرا «٣»

من البيض أعطافا إذا اتّصلت دعت ... فراس بن غنم أو لقيط بن يعمرا

بها شرق من زعفران وعنبر ... أطارت من الحسن الرّداء المحبّرا

[[من لا ترى ستر الوجه من النساء، واحتجاجها لذلك]]

قال: وكانت عائشة بنت طلحة بن عبيد الله لا تستر وجهها، فلما دخلت على مصعب بن الزبير قال لها في ذلك، فقالت: إن الله تعالى وسمنى بميسم جمال، فأحببت أن يراه الناس، والله مابى وصمة أستتر لها.

وقال على بن العباس الرومى يصف قينة:

لم يعتصم عودها بزامرة ... ولا انضوى وجهها إلى الستر

وقد ردد معنى قوله: «لم يعتصم عودها بزامرة» فقال: يصف برعة الكبيرة:

غنت فلم تحوج إلى زامر ... هل تحوج الشمس إلى شمعه

<<  <  ج: ص:  >  >>