للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ألفاظ لأهل العصر في التهانى بالبنات]

هنأ الله سيدى ورد الكريمة عليه، وثمّر بها أعداد النّسل الطيّب لديه؛ وجعلها مؤذنة بإخوة بررة، يعمرون أندية الفضل، ويغبرون «١» بقيّة الدّهر.

اتصل بى خبر المولودة، كرّم الله غرّتها وأنبتها نباتا حسنا، وما كان من تغيّرك بعد اتّضاح الخبر، وإنكارك ما اختاره الله لك في سابق القدر، وقد علمت أنهنّ أقرب من القلوب، وأنّ الله تعالى بدأ بهنّ في الترتيب، فقال جل من قائل: (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ)

. وما سمّاه هبة فهو بالشكر أولى، وبحسن التقبّل أحرى. أهلا وسهلا بعقيلة النساء، وأمّ الأبناء، وجالبة الأصهار، وأولاد الأطهار، والمبشرة بإخوة يتناسقون، ونجباء يتلاحقون.

فلو كان النّساء كمثل هذى ... لفضّلت النّساء على الرّجال

فما التّأنيث لاسم الشّمس عيب ... ولا التّذكير فخر للهلال

والله يعرفك البركة في مطلعها، والسعادة في موقعها، فادّرع اغتباطا، واستأنف نشاطا. الدنيا مؤنّثة، والرجال يخدمونها. والنار مؤنثة، والذكور يعبدونها. والأرض مؤنثة، ومنها خلقت البرية، وفيها كثرت الذّرية. والسماء مؤنثة، وقد حلّيت بالكواكب، وزيّنت بالنجوم الثواقب. والنفس مؤنّثة، وهي قوام الأبدان، وملاك الحيوان. والحياة مؤنّثة، ولولاها لم تتصرّف الأجسام ولا عرف الأنام. والجنّة مؤنّثة، وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون؛ فهنأك الله ما أوليت، وأوزعك شكر ما أعطيت، وأطال الله بفاءك ما عرف النّسل والولد، وما بقى العصر والأبد؛ إنه فعال لما يشاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>