للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خوافق فى جنح الظلام كأنها ... قلوب معنّاة بطول وجيب «١»

ترى حوتها فى الشرق ذات سباحة ... وعقربها فى الغرب ذات دبيب «٢»

إذا ما هوى الإكليل منها حسبته ... تهدّل غصن فى الرياض رطيب

كأنّ التى حول المجرّة أوردت ... لتكرع فى ماء هناك صبيب

كأنّ رسول الصّبح يخلط فى الدّجى ... شجاعة مقدام بجبن هيوب

كأنّ اخضرار البحر صرح ممرّد ... وفيه لآل لم تشن بثقوب «٣»

كأنّ سواد الليل فى ضوء صبحه ... سواد شباب فى بياض مشيب

كأنّ نذير الشمس يحكى ببشره ... علىّ بن داود أخى ونسيبى

ولولا اتّقائى عتبه قلت سيدى ... ولكن يراها من أجلّ ذنوبى

جواد بما تحوى يداه مهذب ... أديب غدا خلّا لكلّ أديب

نسيب إخاء وهو غير مناسب ... قريب صفاء وهو غير قريب

ونسبة ما بين الأقارب وحشة ... إذا لم يؤنّسها انتساب قلوب

[[أخو الصفاء قريب]]

وهذا البيت كقول الطائى:

وقلت أخى قالوا أخ من قرابة ... فقلت لهم إنّ الشكول أقارب

[نسيبى فى رأيى وعزمى ومذهبى ... وإن باعدتنا فى الأصول المناسب]

وقال عبد السلام بن رغبان «٤» ، وسلك طريق الطائى [فما ضلّ عنها] :

أخ كنت أبكيه دما وهو حاضر ... حذارا، وتعمى مقلتى وهو غائب

بكاء أخ لم تحوه بقرابة ... بلى إنّ إخوان الصفاء أقارب

فمات فما شوقى إلى الأجر واقف ... ولا أنا فى عمرى إلى الله راغب

وأظلمت الدنيا التى أنت نورها ... كأنك للدنيا أخ ومناسب

<<  <  ج: ص:  >  >>