إذا رأيت امرأ فى حال عسرته ... مصافيا لك ما فى ودّه خلل
فلا تمنّ له أن يستفيد غنى ... فإنه بانتقال الحال ينتقل
[[تغير الحال، بكثرة الأموال]]
وكان لمحمد بن الحسن بن سهل صديق قد نالته عسرة، ثم ولى عملا، فأتاه محمد قاضيا حقّا ومسلما عليه، فرأى منه [نبوة و] تغيّرا، فكتب إليه:
لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة ... وأصبحت ذا يسر، وقد كنت ذا عسر
لقد كشف الإثراء منك خلائقا ... من اللؤم كانت تحت ثوب من الفقر
وقال أبو العتاهية فى عمرو بن مسعدة، وكان له خلّا قبل ارتفاع حاله، فلما علت رتبته مع المأمون تغيّر عليه:
غنيت عن العهد القديم غنيتا ... وضيّعت عهدا كان لى ونسيتا
وقد كنت لى أيام ضعف من القوى ... أبر وأوفى منك حين قويتا
تجاهلت عما كنت تحسن وصفه ... ومتّ عن الإحسان حين حيبتا
وكتب بديع الزمان إلى أبى نصر بن المرزبان فيما ينخرط فى هذا السلك:
كنت- أطال الله بقاء الشيخ سيدى وأدام عزّه- فى قديم الزمان أتمنّى الخير للاخوان، وأسأل الله تعالى أن يدرّ عليهم أخلاف الرزق «١» ، ويمدلهم أكناف العيش، ويؤتيهم أصناف الفضل، ويوطئهم أكناف العز، وينيلهم أعراف المجد، وقصاراى الآن أن أرغب إلى الله تعالى ألّا ينيلهم فوق الكفاية، فشدّ ما يطغون عند النعمة ينالونها، والدرجة يعلونها، وسرع ما ينظرون من عال، ويجمعون من مال، وينسون فى ساعة اللدونة. أوقات الخشونة «٢» ، وفى أزمان العذوبة أيام الصعوبة، وللكتّاب مزيّة