للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما أظلّتنى غمامك أصبحت ... تلك الشهود علىّ وهي شهودى

من بعد ما ظنّوا بأن سيكون لى ... يوم بزعمهم كيوم عبيد

يريد عبيد بن الأبرص الأسدى، وكان النعمان بن المنذر لقيه يوم بؤسه فقتله.

وكان ابن أبى داود كريما فصيحا جزلا. قال أبو العيناء: كنا عند ابن أبى دواد ومعنا محمود الورّاق وجماعة من أهل الأدب والعلم؛ فجاءه رسول إيتاخ فقال: إن الحاجب أبا منصور يقرأ على القاضى السلام، ويقول: القاضى يتعنّى «١» ويجىء في الأوقات؛ وقد تفاقم الأمر بينه وبين كاتب أمير المؤمنين، يريد ابن الزيات، فصار يضرّنا عند قصده القاضى، وما أحبّ أن يتعنّى إلىّ لهذا السبب؛ إذ كنت لا أصل إلى مكافأته. فقال: أجيبوه عن رسالته، فلم ندر ما نقول، ونظر بعضنا إلى بعض، فقال: أما عندكم جواب! قلنا: القاضى- أعزّه الله، أعلم بجوابه منا، فقال للرسول: اقرأ عليه السلام، وقل له: ما أتيتك متكثّرا بك من قلّة، ولا معتزّزا بك من ذلّة، ولا طالبا منك رتبة، ولا شاكيا إليك كربة، ولكنك رجل ساعدك زمان، وحرّكك سلطان، ولا علم يؤلف، ولا أصل يعرف؛ فإن جئتك فبسلطانك، وإن تركتك فلنفسك! فعجبنا من جوابه.

[[من براعة خالد بن عبد الله القسرى]]

صعد خالد بن عبد الله القسرى المنبر يوم جمعة، فخطب وهو إذ ذاك أمير على مكة، فذكر الحجّاج فأحمد طاعته، وأثنى عليه خيرا، فلما كان في الجمعة الثانية ورد عليه كتاب سليمان بن عبد الملك يأمره فيه بشتم الحجّاج وذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>