الحمد لله الذى اختصّ الإنسان بفضيلة البيان، وصلى الله على محمد خاتم النبيين، المرسل بالنور المبين، والكتاب المستبين، الذى يحدّى الخلق أن يأتوا بمثله فعجزوا عنه، وأقرّوا بفضله، وعلى آله وسلم تسليما كثيرا.
وبعد؛ فهذا كتاب اخترت فيه قطعة كاملة من البلاغات؛ فى الشعر والخبر، والفصول والفقر «١» ، مما حسن لفظه ومعناه، واستدلّ بفحواه على مغزاه «٢» ، ولم يكن شاردا حوشيّا «٣» ، ولا ساقطا سوقيّا «٤» ، بل كان جميع ما فيه، من ألفاظه ومعانيه، كما قال البحترى «٥» :
فى نظام من البلاغة ما ش ... كّ امرؤ أنّه نظام فريد «٦»