للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[وصف هشام بن عبد الملك بصفته]]

ودخل سعيد الجعفرى على هشام بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، إنى أريد أن أصفك بصفتك، فإن انحرف كلامى فلهيبة الإمام، واجتماع الأقوام، وتصرف الأعوام، ولربّ جواد عثر فى أرسانه «١» وكبا فى ميدانه «٢» ، ورحم الله امرأ قصّر من لفظه، وألصق الأرض بلحظه، ووعى قولى بحفظه. فخاف هشام أن يتكلّم فيقصّر عن جائزة مثله، فعزم عليه فسكت.

[حاتم الطائى يتحمل الديات عن عبد قيس البرجمىّ]

قال عبد قيس بن خفاف البرجمىّ لحاتم الطائى وقد وفد عليه فى دماء تحملها وعجز عن البعض: إنه وقعت بينى وبين قومى دماد فتواكلوها، وإنى حملتها فى مالى وأملى، فقدّمت مالى، وكنت أملى، فإن تحملها فربّ حقّ قضيته، وهم قد كفيته، وإن حال دون ذلك حائل لم أذمم يومك، ولم أيأس من غدك.

[[وصف ثقيل]]

قال أبو على العتابى: حدثنى الحمدونى قال: بعث إلىّ أحمد بن حرب المهلبى فى غداة، السماء فيها مغيمة، فأتيته والمائدة موضوعة مغطّاة؛ وقد وافت عجاب المغنّية، فأكلنا جميعا، وجلسنا على شرابنا، فما راعنا إلا داقّ يدقّ الباب، فأتاه الغلام فقال: بالباب فلان؛ فقال لى: هو فتى من آل المهلب، ظريف، نظيف، فقلت: ما نريد غير ما نحن فيه، فأذن له، فجاء يتبختر وقدّامى قدح شراب فكسره، فإذا رجل «٣» آدم ضخم، قال: وتكلم فإذا هو أعيا الناس، فجلس بينى وبين عجاب، قال: فدعوت بدواة وكتبت إلى أحمد ابن حرب:

<<  <  ج: ص:  >  >>