للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تصفّحت الهواء رأيته ... كدر الأديمة عند حسن صفائها

تزداد من كرم الطباع بقدر ما ... نودى به الأيام من أجزائها

لا شىء أعجب من تولّد برئها ... من سقمها، ودوائها من دائها

وقال:

إن رمت وصف الراح فأت بما ... فيها من الأوصاف من قرب

هى ماء ياقوت، وإن مزجت ... فى كأسها بالبارد العذب

فكأنها وحبابها ذهب ... كلّلته بالّلؤلؤ الرّطب

ولأهل العصر: الدنيا معشوقة ريقها الراح. أخذ هذا المعنى من قول ابن الرومى في صاعد بن مخلد:

فتى هاجر الدنيا وحرّم ريقها ... وهل ريقها إلّا الرحيق المورّد

ولو طمعت في عطفه ووصاله ... أباحته منها مرشفا لا يصرّد

الخمر أشبه شىء بالدنيا؛ لاجتماع اللذات والمرارة فيها. الخمر مصباح السرور، ولكنها مفتاح الشرور. لكل شىء سرّ، وسرّ الراح السرور. لا يطيب المدام الصافى، إلّا مع النديم المصافى.

[ومن ألفاظهم في صفات مجالس الأنس وآلات اللهو وذكر الخمر]

مجلس راحه ياقوت، ونوره ورد، ونارنجه ذهب، ونرجسه دينار ودرهم، يحملهما زبرجد. عندنا أترج كأنه من خلقك خلق، ومن شمائلك «١» سرق، ونارنج ككرات من سفن ذهّبت «٢» ، أو ثدى أبكار خلّقت. مجلس أخذت فيه الأوتار تتجاوب، والأقداح تتناوب. أعلام الأنس خافقة، وألسن الملاهى

<<  <  ج: ص:  >  >>