للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفكر لك ملاقيا، إلى أن جمع الله شمل سرورى بأوبتك «١» ، وسكّن نافر قلبى بعودتك، فأسأل الله أن يسعدك بمقدمك سعادة تكون فيها [بالإقبال] مقابلا، وبالأمانى ظافرا، ولا أوحش منك أوطان الفضل، ورباع المجد، بمنّه وكرمه.

[[من أحسن الشعر]]

قال الهيثم بن عدى: أنشدنى مجالد بن سعيد شعرا أعجبنى، فقلت: من أنشدكه؟ قال: كنا يوما عند الشعبى فتناشدنا الشعر، فلما فرغنا قال: أيّكم يحسن أن يقول مثل هذا، وأنشدنا:

خليلىّ مهلا طالما لم أقل مهلا ... وما سرفا م الآن قلت ولا جهلا «٢»

وإنّ صبا ابن الأربعين سفاهة ... فكيف مع اللاتى مثلت بها مثلا

يقول لى المفتى وهنّ عشية ... بمكّة يسحبن المهدّبة السّحلا «٣»

تق الله لا تنظر إليهنّ يا فتى ... وما خلتنى بالحج ملتمسا وصلا

فوالله لا أنسى وإن شطّت النوى ... عرانينهن الشمّ والأعين النّجلا

ولا المسك فى أعرافهن ولا البرى ... جواعل فى أوساطها قصبا خدلا

خليلىّ لا والله ما قلت مرحبا ... لأوّل شيبات طلعن ولا أهلا «٤»

خليلىّ إن الشيب داء كرهته ... فما أحسن المرعى وما أقبح المحلا

قال مجالد: فكتبت الشعر، ثم قلنا للشعبى: من يقوله؟ فسكت، فحسبنا أنه قائله.

[[المراثى التى قيلت على قبر عمرو بن حممة الدوسى]]

قال الشّرقى بن القطامى: لما مات عمرو بن حممة الدّوسى- وكان أحد من تتحاكم العرب إليه- مرّ بقبره ثلاثة نفر من أهل المدينة قادمين من الشام: الهدم ابن امرئ القيس بن الحارث بن زيد، وهو أبو كلثوم بن الهدم الذى نزل عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>