وقال المهلب يوما لجلسائه: أراكم تعنّفوننى فى الإقدام، قالوا له: إى والله، إنك لسقوط بنفسك فى المهالك، قال: إليكم عنى! فوالله لولا أن آتى الموت مسترسلا، لأتانى مستعجلا؛ إنى لست آتى الموت من حبّه، إنما آتيه من بغضه، ثم تمثّل بقول الحصين بن الحمام المرى:
[تأخرت أستبقى الحياة فلم أجد ... لنفسى حياة مثل أن أتقدما
ومن هذا أخذ أبو الطيب المتنبى قوله] :
أرى كلّنا يهوى الحياة لنفسه ... حريصا عليها مستهاما بها صبّا
فحبّ الجبان النفس أورده التّقى ... وحبّ الشجاع النفس أورده الحربا
وقال أبو دلف:
الحرب تضحك عن كرّى وإقدامى ... والخيل تعرف آثارى وأيّامى