للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنك إذ أحنى حنوّك موجب ... بعادا لمن بادلته الودّ واللطفا

لكالقوس أحنى ما تكون إذا انحنت ... على السهم أنأى ما تكون له قذفا

وله فى نحو ذلك:

تودّدت حتى لم أجد متودّدا ... وأتعبت أقلامى عتابا مرددا

كأنى أستدعى لك ابن حنيّة ... إذا النزع أدناه من الصدر أبعدا

[[فى وصف أبى الفضل الميكالى]]

وذكر عمر بن على بن محمد المطوعى أبا الفضل الميكالى فى كتاب ألّفه فى منظومه ومنثوره فقال: قد أصبحت حضرته- لا زالت أرجة الأرجاء بطيب شمائله، راضية الرضا عن صوب أنامله- موسم الآمال، ومحط الرحال؛ وعبده أحرار الكلام، كما خدمته أحرار الأيام، وأطاعته المعانى والمعالى، كما أطاعه صرف الأيام والليالى، فهو- أدام الله تمكينه- شهاب المجد الذى لا يخبو واقده، وروض الكرم الذى لا يجدب رائده؛ إن أردت البلاغة فهو مالك عنانها، وفارس ميدانها، وناظم درّها ومرجانها، وصائغ لجينها وعقيانها؛ وإن أردت السماحة فهو محلّها ومكانها، وتاريخها وعنوانها، ويدها ولسانها، وحدقتها وإنسانها، وحديقتها وبستانها؛ وإن أردت شرف الأصل والنسب، والجمع بين الموروث [من المجد] والمكتسب، فناهيك بأوائله شرفا سابقا، وفضلا باسقا، ومجدا فى فلك الفخر سامقا «١» ؛ فهم الجحاجحة الغرّ، والكواكب الزّهر، ومن بهم يفتخر الفخر، ويتشرّف الدهر، زحموا مناكب الكواكب من بعد أقدارهم، وصكّوا فرق الفرقد وصدر البدر بشرف أخطارهم، فما فيهم إلا قمر فضل دار فى فلك علم، وهلال مجد لاح فى سماء فهم، توارثوا المجد كابرا عن كابر، وباقيا عن غابر، وسافرت أخبارهم فى البعد والقرب. وطارت فى أقاصى

<<  <  ج: ص:  >  >>