للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تردّد الأزمان. نظمه قد نظم حاشيتى البرّ والبحر، وأدرك ناحيتى الشرق والغرب. أشعار قد وردت المياه، وركبت الأفواه، وسارت في البلاد، ولم تسر بزاد، وطارت في الآفاق، ولم تمش على ساق. شعره أسير من الأمثال، وأسرى من الخيال، سار مسير الرياح، وطار بغير جناح. أشعاره سارت مسير الشمس، وهبّت هبوب الريح، وطبّقت تخوم الأرض، وانتظمت الشرق إلى الغرب.

قد كادت الأيام تنشدها، والليالى تحفظها، والجنّ تدرسها، والطير تتغنّى بها.

أبيات أسفر عنها طبع المجد، فعلمت كيف يتكسّر الزّهر على صفحات الحدائق، وكيف يغرس الدرّ في رياض المهارق «١» . شعر قد أحسن خدمته بكمال فكره، ووقف كيف شاء عند عالى أمره. شعر يعلّق في كعبة المجد، ويتوّج به مفرق الدهر. جاءت القصيدة ومعها عزّة الملك، وعليها رواء الصدق، وفيها سيماء العلم، وعندها لسان المجد، ولها صيال الحقّ، لا غرو إذا فاض بحر العلم على لسان الشّعر أن ينتج ما لا عين وقعت على مثله ولا أذن سمعت بشبهه. شعر يكتب في غرّة الدهر، ويشرح في جبهة الشمس [والبدر] .

[وهذه جملة من فصول أهل العصر تليق بهذا الموضع]

كتب أبو الفضل بن العميد إلى أبى محمد خلاد الرامهرمزى القاضى «وصل كتابك الذى وصلت جناحه بفنون صلاتك وتفقّدك، وضروب برّك وتعهّدك؛ فارتحت لكلّ ما أوليت، وابتهجت بجميع ما أهديت، وأضفت إحسانك في كلّ فصل إلى نظائره التي وكلت بها ذكرى، ووقفت عليها شكرى، وتأمّلت النظم فملكنى العجب به، وبهرنى التعجّب منه، وقد رمت أن أجرى على العادة في تشبيهه بمستحسن من زهر جنىّ، وحلل وحلىّ، وشذور الفرائد، فى نحور الخرائد.

<<  <  ج: ص:  >  >>