للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه ... يصبّ على الصّخر الأصمّ تهدّما

وينطق طرفى عن مترجم خاطرى ... فلولا اختلاسى ردّه لتكلّما

رأيت الهوى دعوى من الناس كلّهم ... فلست أرى حبّا صحيحا مسلّما

فقال أبو العباس: بم تفتخر علىّ؟ وأنا لو شئت لقلت:

ومطاعم للشّهد من نغماته ... قد بتّ أمنعه لذيذ سناته

صبّا بحسن حديثه وكلامه ... وأكرّر اللحظات فى وجناته

حتى إذا ما الصبح لاح عموده ... ولّى بخاتم ربّه وبراته

فقال أبو بكر: أصلح الله الوزير، تحفظ عليه ما قال حتى يقيم شاهدين عدلين أنه ولى بخاتم ربه! فقال أبو العباس: يلزمنى فى هذا ما يلزمك فى قولك:

أنزه فى روض المحاسن مقلتى ... البيت. فضحك الوزير، وقال: لقد جمعتما ظرفا ولطفا وفهما وعلما.

[ألفاظ لأهل العصر، فى محاسن النساء]

هى روضة الحسن، وضرّة الشمس، وبدر الأرض. هى من وجهها فى صباح شامس، ومن شعرها فى ليل دامس «١» ، كأنها فلقة قمر على برج فضة.

بدر التم يضىء تحت نقابها، وغصن البان يهتز تحت ثيابها، ثغرها يجمع الضريب والضرب «٢» ، كأنه نثر الدرّ، كما قال البحترى:

إذا نضون شفوف الرّيط آونة ... قشرن عن لؤلؤ البحرين أصدافا

قد أنبت صدرها ثمر الشباب، خرطت لها يد الشباب حقّين «٣» من عاج، كأنها البدر قرّط بالثريّا، ونيط بها عقد من الجوزاء، أعلاها كالغصن ميّال،

<<  <  ج: ص:  >  >>