للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تهوى حياتى وأهوى موتها شفقا ... والموت أكرم نزّال على الحرم

وكانت أميمة بنت أخته، وكان قد تبنّاها، ثم غابت غيبة، فسألناه عنها، فأنشد:

أمست أميمة مغمورا بها الرّجم ... لدى صعيد عليه التّرب مرتكم

يا شقّة النفس، إنّ النفس والهة ... حرّى عليك، ودمع العين منسجم

قد كنت أخشى عليها أن يؤخرها ... عنى الحمام فيبدى وجهها العدم

فالآن نمت فلا همّ يؤرّقنى ... تهدا العيون إذا ما أودت الحرم

فالآن نمت، فلا همّ يؤرّقنى ... بعد الهدوء؛ ولا وجد ولا حلم

للموت عندى أياد لست أنكرها ... أحيا سرورا وبى مما أتى ألم

[[عود إلى تطير ابن الرومى]]

عاد ذكر ابن الرومىّ- وكان أبو الحسن علىّ بن سليمان الأخفش غلام أبى العباس المبرد في عصر ابن الرومى شابّا مترفا، ومليحا مستظرفا، وكان يعبث به، فيأتيه بسحر؛ فيقرع الباب، فيقال له: من؟ فيقول: قولوا لأبى الحسن مرّة بن حنظلة، فيتطير لقوله، ويقيم الأيام لا يخرج من داره، وذلك كان سبب هجائه إياه، فمن أول ما عاتبه به:

قولوا لنحوينا أبى حسن ... إن حسامى متى ضربت مضى

وإنّ نبلى إذا هممت بأن ... أرمى نصّلتها بجمر غضا

لا تحسبنّ الهجاء يحفل ... بالرفع ولا خفض خافض خفضا

ولا تخل عودتى كباديتى ... سأسعط السمّ من أبى الحضضا

أعرف في الأشقياء بى رجلا ... لا ينتهى أو يصير لى غرضا

يليح لى صفحة السلامة ... والسلم ويخفى في قلبه مرضا

<<  <  ج: ص:  >  >>