للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد زرت قبرك يا علىّ مسلما ... ولك الزيارة من أقل الواجب

ولو استطعت حملت عنك ترابه ... فلطالما عنى حملت نوائبى

وكان مولعا بهجاء أبيه، وفيه يقول وقد ابتنى دارا:

شدت دارا خلتها مكرمة ... سلّط الله عليها الغرقا

وأرانيك صريعا وسطها ... وأرانيها صعيدا زلقا

وقال أبو العباس بن المعتز يهجوه:

من شاء يهجو عليّا ... فشعره قد كفاه «١»

لو أنه لأبيه ... ما كان يهجو أباه

[[مع الخلفاء]]

وقال المأمون لأحمد بن أبى خالد، وهو يخلف الحسن بن سهل، وقد أشار إليه برأى استرجحه: قد اعتلّ الحسن ولزم بيته، ووكل الأمر إليك، فأنا إلى راحته وبقائه، أحوج [متى] إلى إتعابه وفنائه، وقد رأيت أن أستوزرك؛ فإن الأمر له ما دمت أنت تقوم به، وقد طالعت رأيه فى هذا الأمر، فما عداك. فقال:

يا أمير المؤمنين، أعفنى من التسمّى بالوزارة، وطالبنى بالواجب فيها، واجعل بينى وبين الغاية ما يرجو بى له ولّيى، ويخافنى له عدوّى، فما بعد الغايات إلا الآفات. فاستحسن كلامه، وقال: لا بد من ذلك، واستوزره.

ورأى المأمون خطّ محمد بن داود فقال: يا محمد، إن شاركتنا فى اللفظ، فقد فارقناك فى الخطّ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن من أعظم آيات النبى صلى الله عليه وسلم أنه أدّى عن الله سبحانه وتعالى رسالاته، وحفظ عنه وحيه، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>