للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجماعة، فلما فرغ من ركعتيه، مال للتحية بأخدعيه، فقلت: قد قرب الفرج، وآن المخرج، فقام رجل فقال: من كان منكم يحبّ الصحابة والجماعة، فليعرنى سمعه ساعة.

قال عيسى بن هشام: فلزمت أرضى، صيانة لعرضى، فقال: حقيق علىّ ألّا أقول على الله إلا الحق، قد جئتكم ببشارة من نبيّكم، لكنى لا أؤدّيها حتى يطهّر الله هذا المسجد من نذل جحد نبوّته، وعادى أمّته.

قال عيسى بن هشام: فربطنى بالقيود، وشدّنى بالحبال السّود، ثم قال:

رأيته صلى الله عليه وسلم [فى المنام] كالشمس تحت الغمام، والبدر ليلة التّمام، يسير والنجم يتبعه، ويسحب الذّيل والملائكة ترفعه، ثم علّمنى دعاء، وأوصانى أن أعلّم ذلك أمّته، وقد كتبته فى هذه الأوراق بخلوق «١» ومسك، وزعفران وسكّ؛ فمن استوهبه منى وهبته، ومن أعطى ثمن القرطاس أخذته.

قال عيسى بن هشام: فانثالت عليه الدراهم، حتى حيّرته؛ ونظرت فإذا شيخنا أبو الفتح الإسكندرى، فقلت: كيف اهتديت إلى هذه الحيلة؟ ومتى اندرحت فى هذه القبيلة؟ فأنشأ يقول:

الناس حمر فجوّز ... وابرز عليهم وبرّز

حتى إذا نلت منهم ... ما تشتهيه ففروز «٢»

[جارية ذات أدب وجمال تبذّ أبناء الخلفاء]

وصفت لعبد الملك بن مروان جارية لرجل من الأنصار ذات أدب وجمال، فساومه فى ابتياعها، فامتنع وامتنعت، وقالت: لا أحتاج للخلافة ولا أرغب فى الخليفة، والذى أنا فى ملكه أحبّ إلىّ من الأرض ومن فيها. فبلغ ذلك عبد الملك فأغراه بها؛ فأضعف الثمن لصاحبها وأخذها قسرا، فما أعجب بشىء

<<  <  ج: ص:  >  >>