للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربيع المتشبّه بأخلاقه، وإن لم ينل قدرها، ولم يحمل فضلها، ولم يجد بدّا من الإقرار بها. سيدنا هو الربيع الدى يتّصل مطره، من حيث يؤمن ضرره، ويدوم زهره، من حيث يتعجل ثمره؛ فلا زال آمرا ناهيا، قاهرا عاليا، تتهيّأ الأعياد بمصادفة سلطانه، وتستفيد المحاسن من رياض إحسانه. أسعد الله سيدنا بهذا النّوروز الحاضر، الجديد الناضر، سعادة تستمرّ له فى جميع أيامه على العموم دون الخصوص، لتكون متشابهات [فى اكتناف] المواهب لها، واتصال المسارّ فيها، لا يفرق إلا بمقدار يزيد التالى على الخالى، ويدرج الآنى على الماضى. عرّف الله سيدنا بركة هذا المهرجان، وأسعده فيه، وفى كل زمان وأوان، وأبقاه ما شاء فى ظلال الأمانى والأمان. هذا اليوم من محاسن الدهر المشهورة، وفضائل الأزمنة المذكورة، فلقّى الله تعالى سيدنا بركة وروده، وأجزل حظّه من أقسام سعوده، هذا اليوم من غرر الدهور، ومواسم السرور، معظّم فى الملك الفارسى، مستظرف فى الملك العربى؛ فوفر الله تعالى فيه على مولاى السعادات، وعرّفه فى أيامه البركات، على الساعات واللحظات

[[الصفات التى تلرم فى رجل الشرطة]]

وقال الحجاج بن يوسف: دلّونى على رجل للشرطة، فقيل: أى رجل تريد؟ فقال: أريد رجلا دائم العبوس، طويل الجلوس، سمين الأمانة، أعجف الخيانة «١» ، يهون عليه سبال الشريف فى الشفاعة «٢» ! فقالوا: عليك بعبد الرحمن [بن عبد الله] التميمى، فأرسل إليه يستعمله، فقال: لست أعمل لك عملا إلا أن تكفينى ولدك، وأهل بيتك، وعيالك وحاشيتك، فقال: يا غلام ناد: من طلب إليه حاجة منهم فقد برئت منه الذمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>