للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البحترى:

لو أنّ مشتاقا تكلف فوق ما ... فى وسعه لمشى إليك المنبر

وقال أبو الطيب المتنبى لبدر بن عمار:

طربت مراكبنا فخلنا أنها ... لولا حياء عاقها رقصت بنا

لو تعقل الشجر التي قابلتها ... مدّت محيية إليك الأغصنا

[رجع ما انقطع]

قال أعرابى لأبى جعفر محمد بن على بن الحسين «١» رضي الله عنه: هل رأيت الله حين عبدته؟ فقال: لم أكن لأعبد من لم أره، قال: فكيف رأيته؟

قال: لم تره الأبصار بمشاهدة العيان، ورأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواسّ، ولا يشبّه بالناس، معروف بالآيات، منعوت بالعلامات، لا يجوز فى القضيّات، ذلك الله الذى لا إله إلا هو. فقال الأعرابى: الله أعلم حيث يجعل رسالته.

قال الجاحظ: قال محمد بن على: صلاح شأن الدنيا بحذافيرها في كلمتين؛ لأنّ صلاح شأن جميع الناس [فى التعايش و] التعاشر وهو ملء مكيال: ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل.

قال الجاحظ: لم يجعل لغير الفطنة نصيبا من الخير، ولا حظا من الصلاح؛ لأن الإنسان لا يتغافل عن شىء إلا وقد عرفه وفطن له، قال الطائى:

ليس الغبىّ بسيد في قومه ... لكنّ سيد قومه المتغابى

وقال ابن الرومى لأبى محمد بن وهب بن عبيد الله بن سليمان:

تظلّ إذا نامت عيون ذوى العمى ... وإن حدّدوا زرقا إليك جواحظا «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>