للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أن الرّبا إلى سبل الأن ... واء أدنى، والحظّ حظ الوهاد «١»

وهذا الشعر من أصلح شعر الخليل، وكان شعره قليلا ضعيفا، بالإضافة إليه وهو أستاذ النحو والغريب، وقد اخترع علم العروض من غير مثال تقدمه، وعنه أخذ سيبويه، وسعيد بن مسعدة، وأئمة البصريين، وكان أوسع الناس فطنة، وألطفهم ذهنا. قال الطائى:

فلو نشر الخليل إذا لعفّت ... رزاياه على فطن الخليل

[[من رسائل الصابى]]

وكتب أبو إسحاق الصابى إلى محمد بن عباس يعزيه عن طفل:

الدنيا، أطال الله بقاء الرئيس، أقدار ترد فى أوقاتها، وقضايا تجرى إلى غاياتها، ولا يردّ منها شىء عن مداه، ولا يصدّ عن مطلبه ومنحاه؛ فهى كالسهام التى تثبت فى الأغراض، ولا ترجع بالاعتراض؛ ومن عرف ذلك معرفة الرئيس لم يغضّ من الزيادة، ولم يقنط من النقيصة «٢» ، وأمن أن يستخفّ أحد الطرفين حلمه، ويستنزل أحد الأمرين حزمه، لم يدع أن يوطّن نفسه على النازلة قبل نزولها، ويأخذ الأهبة للحادثة قبل حلولها، وأن يجاور الخير بالشكر، ويساور المحنة بالصبر؛ فيتخيّر فائدة الأولى عاجلا، ويستمرىء عائدة الأخرى آجلا.

وقد نفذ من قضاء الله تعالى فى المولى الجليل قدرا، الحديث سنّا، ما أرمض، وأومض، وأقلق وأقضّ؛ ومسنى من التألم له ما يحقّ على مثلى ممن توافت أيادى الرئيس إليه، ووجبت مشاركته فى الملمّ عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون وعند الله نحتسبه غصنا ذوى، وشهابا خبا، وفرعا دلّ على أصله، وخطّيا أنبته

<<  <  ج: ص:  >  >>