للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[قضاء الله وعدله]]

قال الأصمعى: سمعت أعرابية تقول لرجل تخاصمه: والله لو صوّر الجهل لأظلم معه النهار، ولو صوّر العقل لأضاء معه الليل، وإنك من أفضلهما لمعدم؛ فخف الله، واعلم أنّ من ورائك حكما لا يحتاج المدّعى عنده إلى إحضار البينة.

[[بنو كليب]]

قال الفرزدق يهجو كليبا:

ولو يرمى بلؤم بنى كليب ... نجوم الليل ما وضحت لسارى

ولو لبس النهار بنو كليب ... لدنّس لؤمهم وضح النهار

[[من جيد كلام الأعراب]]

وقال سفيان بن عيينة: سمعت أعرابيا يقول عشية عرفة: اللهم لا تحرمنى خير ما عندك لشرّ ما عندى، وإن لم تتقبّل تعبى ونصبى فلا تحرمنى أجر المصاب على مصيبته.

وقال آخر منهم لصديق استبطأه فلامه: كانت لى إليك زلّة يمنعنى من ذكرها ما أمّلت من تجاوزك عنها، ولست أعتذر إليك منها إلا بالإقلاع عنها.

وقال آخر لابن عم له: والله ما أعرف تقصيرا فأقلع، ولا ذنبا فأعتب، ولست أقول: إنك كذبت، ولا إننى أذنبت.

وقال آخر لابن عم له: سأتخّطى ذنبك إلى عذرك، وإن كنت من أحدهما على يقين، ومن الآخر على شكّ، لتتمّ النعمة منى إليك، وتقوم الحجّة لى عليك.

وأصيب أعرابىّ بابن له فقال- وقد قيل له: اصبر- أعلى الله أتجلّد، أم فى مصيبتى أتبلّد؟ والله للجزع من أمره أحبّ إلىّ الآن من الصبر! لأن الجزع استكانة، والصبر قساوة، ولئن لم أجزع من النقص لا أفرح بالمزيد.

ودعا أعرابى فقال: اللهم إنى أعوذ بك أن افتقر فى غناك، أو أضلّ فى هداك، أو أذلّ فى عزّك، أو أضام فى سلطانك، أو أضطهد والأمر إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>